وصية النبي صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري - الجزء الاول
اسم النشيد:: وصية النبي صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري - الجزء الاول
اسم المنشد : القارئ أحمد أبل
اسم التصنيف:
عدد الزوار : 114
تاريخ الاضافة: 2025-04-20 14:50:01
مشاركة الملف التعريفي:

وصيته ﷺ لأبي ذر الغفاري رضوان الله عليه
قال أبوذر دَخَلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي صَدْرِ نَهَارِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي مَسْجِدِهِ، فَلَمْ أَرَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى جَانِبِهِ جَالِسٌ، فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَةَ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، أَوْصِنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَقَالَ ﷺ : نَعَمْ وَ أَكْرِمْ بِكَ يَا أَباذر، إِنَّكَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا، فَإِنَّهَا جَامِعَةٌ لِطُرُقِ الْخَيْرِ وَ سُبُلِهِ، فَإِنَّكَ إِنْ حَفِظْتَهَا كَانَ لَكَ بِهَا كِفْلَانِ:
يَا أَباذر؛ اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ كُنْتَ لَا
تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَ اعْلَمْ أَنَ أَوَّلَ عِبَادَةِ اللَّهِ
الْمَعْرِفَةُ بِهِ، فَهُوَ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا شَيْءَ
قَبْلَهُ، وَ الْفَرْدُ فَلَا ثَانِيَ لَهُ، وَ الْبَاقِي لَا إِلَى غَايَةٍ،
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا فِيهِمَا وَ مَا بَيْنَهُمَا مِنْ
شَيْءٍ، وَ هُوَ اللَّهُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ «و هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِير»، ثُمَّ الْإِيمَانُ بِي وَ الْإِقْرَارُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرْسَلَنِي
إِلَى كَافَّةِ النَّاسِ بَشِيراً «وَ نَذِيراً وَ داعِياً إِلَى اللَّهِ
بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً»، ثُمَّ حُبُّ أَهْلِ بَيْتِيَ الَّذِينَ
أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً.
وَ اعْلَمْ يَا أَباذر؛ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ أَهْلَ بَيْتِي
فِي أُمَّتِي كَسَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهَا
غَرِقَ، وَ مِثْلَ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَنْ دَخَلَهَا كَانَ
آمِناً.
يَا أَباذر؛
احْفَظْ مَا أُوصِيكَ بِهِ تَكُنْ سَعِيداً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
يَا أَباذر؛
نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ.
يَا أَباذر؛
اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَ صِحَّتَكَ قَبْلَ
سُقْمِكَ، وَ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَ فَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَ
حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ.
يَا أَباذر؛
إِيَّاكَ وَ التَّسْوِيفَ بِعَمَلِكَ، فَإِنَّكَ بِيَوْمِكَ وَ لَسْتَ بِمَا
بَعْدَهُ، فَإِنْ يَكُنْ غَدٌ لَكَ فَكُنْ فِي الْغَدِ كَمَا كُنْتَ فِي
الْيَوْمِ، وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ غدا [غَدٌ لَكَ] لَمْ تَنْدَمْ عَلَى مَا
فَرَّطْتَ فِي الْيَوْمِ
يَا أَباذر؛
كَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً لَا يَسْتَكْمِلُهُ، وَ مُنْتَظِرٍ غَداً لَا
يَبْلُغُهُ.
يَا أَباذر؛
لَوْ نَظَرْتَ إِلَى الْأَجَلِ وَ مَسِيرِهِ لَأَبْغَضْتَ الْأَمَلَ وَ غُرُورَهُ.
يَا أَباذر؛ كُنْ كَأَنَّكَ فِي الدُّنْيَا غَرِيبٌ أَوْ كَعَابِرِ سَبِيلٍ وَ
عُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ. يَا أَباذر؛ إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ
نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ، وَ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ
بِالصَّبَاحِ، وَ خُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ، وَ مِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ
مَوْتِكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَداً.
يَا أَباذر؛ إِيَّاكَ أَنْ تُدْرِكَكَ الصَّرْعَةُ عِنْدَ الْعَثْرَةِ، فَلَا
تُقَالَ الْعَثْرَةُ وَ لَا تُمَكَّنَ مِنَ الرَّجْعَةِ، وَ لَا يَحْمَدَكَ مَنْ
خَلَّفْتَ بِمَا تَرَكْتَ، وَ لَا يَعْذِرَكَ مَنْ تَقْدَمُ عَلَيْهِ بِمَا
اشْتَغَلْتَ بِهِ.
يَا أَباذر؛
كُنْ عَلَى عُمُرِكَ أَشَحَّ مِنْكَ عَلَى دِرْهَمِكَ وَ دِينَارِكَ.
يَا أَباذر؛
هَلْ يَنْتَظِرُ أَحَدُكُمْ إِلَّا غِنًى مُطْغِياً أَوْ فَقْراً مُنْسِياً أَوْ
مَرَضاً مُفْسِداً أَوْ هَرَماً مُقْعِداً أَوْ مَوْتاً مُجْهِزاً أَوِ
الدَّجَّالَ فَإِنَّهُ شَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ وَ السَّاعَةُ
أَدْهَى وَ أَمَرُّ. إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ، وَ مَنْ طَلَبَ عِلْماً
لِيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ.
يَا أَباذر؛
مَنِ ابْتَغَى الْعِلْمَ لِيَخْدَعَ بِهِ النَّاسَ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ.
يَا أَباذر؛
إِذَا سُئِلْتَ عَنْ عِلْمٍ لَا تَعْلَمُهُ فَقُلْ لَا أَعْلَمُهُ تَنْجَ مِنْ
تَبِعَتِهِ، وَ لَا تُفْتِ بِمَا لَا عِلْمَ لَكَ بِهِ تَنْجُ مِنْ عَذَابِ
اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
يَا أَباذر؛
يَطَّلِعُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
فَيَقُولُونَ: مَا أَدْخَلَكُمُ النَّارَ وَ قَدْ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ
بِتَأْدِيبِكُمْ وَ تَعْلِيمِكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّا كُنَّا نَأْمُرُ
بِالْخَيْرِ وَ لَا نَفْعَلُهُ.
يَا أَباذر؛
إِنَّ حُقُوقَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَقُومَ بِهَا
الْعِبَادُ، وَ إِنَّ نِعَمَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيَهَا الْعِبَادُ،
وَ لَكِنْ أَمْسُوا وَ أَصْبِحُوا تَائِبِينَ.
يَا أَباذر؛ إِنَّكَ فِي مَمَرِّ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فِي آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ وَ أَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ وَ الْمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً، وَ مَنْ
يَزْرَعْ خَيْراً يُوشِكْ أَنْ يَحْصُدَ خَيْراً وَ مَنْ يَزْرَعْ شَرّاً يُوشِكْ أَنْ يَحْصُدَ نَدَامَةً، وَ لِكُلِّ زَارِعٍ مِثْلُ مَا زَرَعَ،
لَا يُسْبَقُ بَطِيءٌ لِحَظِّهِ، وَ لَا يُدْرِكُ حَرِيصٌ مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ، وَ مَنْ أُعْطِيَ خَيْراً فَاللَّهُ أَعْطَاهُ، وَ مَنْ وُقِيَ شَرّاً
فَاللَّهُ وَقَاهُ
متعلق ب ادعــيــة واذكـــــار
نبذة عن الحسينية
عدد زوار الموقع
تحميل التطبيق
وسائل التواصل الاجتماعي
اتصل بنا
أرسل ملاحظاتك إلى البريد الإلكتروني التالي