وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه - الجزء الأول - المقطع الثالث
اسم النشيد:: وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه - الجزء الأول - المقطع الثالث
اسم المنشد : القارئ احمد ابل
اسم التصنيف:
عدد الزوار : 301
تاريخ الاضافة: 2025-05-02 22:15:48
مشاركة الملف التعريفي:

من وصايا الرسول صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري رضوان الله عليه
يَا أَباذر؛ مَا
عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مِثْلِ طُولِ الْحُزْنِ.
يَا أَباذر؛
مَنْ أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يُبْكِيهِ لَحَقِيقٌ أَنْ يَكُونَ قَدْ
أُوتِيَ عِلْماً لَا يَنْفَعُهُ، إِنَّ اللَّهَ نَعَتَ الْعُلَمَاءَ فَقَالَ عَزَّ
وَ جَلَ «إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى
عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً وَ يَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ
كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَ
يَزِيدُهُمْ خُشُوعاً».[1]
يَا أَباذر؛
مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَبْكِيَ فَلْيَبْكِ، وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيُشْعِرْ
قَلْبَهُ الْحُزْنَ وَ لْيَتَبَاكَ، إِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ بَعِيدٌ مِنَ
اللَّهِ تَعَالَى «وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ».[2]
يَا أَباذر؛ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدٍ خَوْفَيْنِ
وَ لَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ، فَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا آمَنْتُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ. يَا أَباذر؛ لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ كَعَمَلِ سَبْعِينَ
نَبِيّاً، لَاحْتَقَرَهُ وَ خَشِيَ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْ شَرِّ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ.
يَا أَباذر؛
إِنَّ الْعَبْدَ لَيُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ:
أَمَا إِنِّي كُنْتُ خَائِفاً مُشْفِقاً، فَيُغْفَرُ لَهُ.
يَا أَباذر؛
إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَيَتَّكِلُ عَلَيْهَا وَ يَعْمَلُ
الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ وَ هُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَ إِنَّ
الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَفْرَقُ مِنْهَا يَأْتِي آمِناً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ. يَا أَباذر؛ إِنَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَدْخُلُ بِهِ
الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: وَ كَيْفَ ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ
اللَّهِ، قَالَ: يَكُونُ ذَلِكَ الذَّنْبُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ، تَائِباً مِنْهُ،
فَارّاً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ.
يَا أَباذر؛
الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَ عَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَ الْعَاجِزُ
مَنِ اتَّبَعَ نَفْسَهُ وَ هَوَاهَا وَ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
الْأَمَانِيَّ.
يَا أَباذر؛
إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ يُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْأَمَانَةُ وَ
الْخُشُوعُ، حَتَّى لَا تَكَادُ تَرَى خَاشِعاً.
يَا أَباذر؛ وَ
الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا كَانَتْ تَعْدِلُ عِنْدَ
اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ أَوْ ذُبَابٍ مَا سَقَى الْكَافِرَ مِنْهَا شَرْبَةً
مِنْ مَاءٍ.
يَا أَباذر؛
إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ
وَجْهَ اللَّهِ، وَ مَا مِنْ شَيْءٍ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ
الدُّنْيَا، خَلَقَهَا ثُمَّ عَرَضَهَا فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا، وَ لَا
يَنْظُرُ إِلَيْهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَ مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ
إِلَى اللَّهِ مِنَ الْإِيمَانِ بِهِ وَ تَرْكِ مَا أَمَرَ بِتَرْكِهِ.
يَا أَباذر؛
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى أَخِي عِيسَى: يَا عِيسَى؛ لَا تُحِبَّ
الدُّنْيَا، فَإِنِّي لَسْتُ أُحِبُّهَا، وَ أَحِبَّ الْآخِرَةَ، فَإِنَّمَا هِيَ
دَارُ الْمَعَادِ.
يَا أَباذر؛
إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي بِخَزَائِنِ الدُّنْيَا
عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، فَقَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ؛ هَذِهِ خَزَائِنُ
الدُّنْيَا وَ لَا تَنْقُصْكَ مِنْ حَظِّكَ عِنْدَ رَبِّكَ، فَقُلْتُ: حَبِيبِي
جَبْرَئِيلُ؛ لَا حَاجَةَ لِي بِهَا، إِذَا شَبِعْتُ شَكَرْتُ رَبِّي وَ إِذَا
جُعْتُ سَأَلْتُهُ.
يَا أَباذر؛
إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ،
وَ زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَ بَصَّرَهُ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ.
يَا أَباذر؛ مَا
زَهِدَ عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا أَنْبَتَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ،
وَ أَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ، وَ بَصَّرَهُ بِعُيُوبِ الدُّنْيَا وَ دَائِهَا وَ
دَوَائِهَا، وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِماً إِلَى دَارِ السَّلَامِ.
يَا أَباذر؛ إِذَا رَأَيْتَ أَخَاكَ قَدْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا فَاسْتَمِعْ
مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلَقِّنُ الْحِكْمَةَ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ
أَزْهَدُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَنْسَ الْمَقَابِرَ وَ الْبِلَى، وَ
تَرَكَ فَضْلَ زِينَةِ الدُّنْيَا، وَ آثَرَ مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى، وَ
لَمْ يَعُدَّ غَداً مِنْ أَيَّامِهِ، وَ عَدَّ نَفْسَهُ فِي الْمَوْتَى.
يَا أَباذر؛
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يُوحِ إِلَيَّ أَنْ أَجْمَعَ الْمَالَ
إِلَى الْمَالِ، وَ لَكِنْ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ «سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ
كُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ».[3]
يَا أَباذر؛
إِنِّي أَلْبَسُ الْغَلِيظَ، وَ أَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِ، وَ أَلْعَقُ
أَصَابِعِي، وَ أَرْكَبُ الْحِمَارَ بِغَيْرِ سَرْجٍ، وَ أُرْدِفُ خَلْفِي، فَمَنْ
رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي.
يَا أَباذر؛ حُبُّ الْمَالِ وَ الشَّرَفِ أَذْهَبُ لِدِينِ الرَّجُلِ مِنْ ذِئْبَيْنِ ضَارِيَيْنِ فِي زِرْبِ الْغَنَمِ، فَأَغَارَا فِيهَا حَتَّى
أَصْبَحَا، فَمَاذَا أَبْقَيَا مِنْهَا؟ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ الْخَائِفُونَ الْخَاضِعُونَ الْمُتَوَاضِعُونَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيراً،أَ
هُمْ يَسْبِقُونَ النَّاسَ إِلَى الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: لَا، وَ لَكِنْ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ، فَيَقُولُ
لَهُمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ كَمَا أَنْتُمْ حَتَّى تُحَاسَبُوا، فَيَقُولُونَ بِمَ نُحَاسَبُ؟ فَوَ اللَّهِ مَا مَلِكْنَا فَنَجُورَ وَ نَعْدِلَ، وَ لَا أُفِيضَ
عَلَيْنَا فَنَقْبِضَ وَ نَبْسُطَ، وَ لَكِنْ عَبَدْنَا رَبَّنَا حَتَّى دَعَانَا
متعلق ب ادعــيــة واذكـــــار
نبذة عن الحسينية
عدد زوار الموقع
تحميل التطبيق
الأكثر مشاهدة
🎵 دعاء كميل - الحاج نجم البلوشي (8,751 👁️)
🎵 سورة آل عمران (8,228 👁️)
🎵 زيارة الامام محمد الجواد عليه السلام (7,182 👁️)
🎵 زيارة الامام الباقر عليه السلام (7,154 👁️)
🎵 مولد الامام محمد الجواد عليه السلام (6,724 👁️)
🎵 ٤ - سورة النساء (6,587 👁️)
📹 دعاء يوم الاثنين - الرادود عباس الفضلي (6,108 👁️)
🎵 سورة البقرة (5,745 👁️)
📹 دعاء يوم الاحد - الرادود عباس الفضلي (5,336 👁️)
📹 يوم السبت - زيارة النبي صلى الله عليه وآ... (5,309 👁️)
وسائل التواصل الاجتماعي
اتصل بنا
أرسل ملاحظاتك إلى البريد الإلكتروني التالي