وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه - الجزء الأول - المقطع الرابع

اسم النشيد:: وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه - الجزء الأول - المقطع الرابع

اسم المنشد : القارئ احمد ابل

اسم التصنيف:

عدد الزوار : 178

تاريخ الاضافة: 2025-05-09 21:29:48

مشاركة الملف التعريفي:



وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه - الجزء الأول - المقطع الرابع

يَا أَباذر؛ إِنَّ الدُّنْيَا مَشْغَلَةٌ لِلْقُلُوبِ وَ الْأَبْدَانِ، وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَائِلُنَا عَمَّا نَعَّمَنَا فِي حَلَالِهِ، فَكَيْفَ بِمَا أَنْعَمَنَا فِي حَرَامِهِ. يَا أَباذر؛ إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ يَجْعَلَ رِزْقَ مَنْ يُحِبُّنِي كَفَافاً، وَ أَنْ‏ يُعْطِيَ مَنْ يُبْغِضُنِي كَثْرَةَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ.

يَا أَباذر؛ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ، الَّذِينَ اتَّخَذُوا أَرْضَ اللَّهِ بِسَاطاً، وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً، وَ مَاءَهَا طِيباً، وَ اتَّخَذُوا كِتَابَ اللَّهِ شِعَاراً، وَ دُعَاءَهُ دِثَاراً، يَقْرِضُونَ الدُّنْيَا قَرْضاً.

يَا أَباذر؛ حَرْثُ الْآخِرَةِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ، وَ حَرْثُ الدُّنْيَا الْمَالُ وَ الْبَنُونَ.

يَا أَباذر؛ إِنَّ رَبِّي أَخْبَرَنِي فَقَالَ: وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي، مَا أَدْرَكَ الْعَابِدُونَ دَرْكَ الْبُكَاءِ، وَ إِنِّي لَأَبْنِي لَهُمْ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى قَصْراً، لَا يُشْرِكُهُمْ فِيهِ أَحَدٌ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْراً، وَ أَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَاداً.

يَا أَباذر؛ إِذَا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ الْقَلْبُ، وَ اتَّسَعَ، قُلْتُ: فَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَصلى الله عليه وآله : الْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَ التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ.

يَا أَباذر؛ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُرِ النَّاسَ، أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ فَيُكْرِمُوكَ وَ قَلْبُكَ فَاجِرٌ.

يَا أَباذر؛ لِيَكُنْ لَكَ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ نِيَّةٌ صَالِحَةٌ حَتَّى فِي النَّوْمِ وَ الْأَكْلِ.

يَا أَباذر؛ لِتَعْظُمْ جَلَالُ اللَّهِ فِي صَدْرِكَ، فَلَا تَذْكُرْهُ كَمَا يَذْكُرُهُ الْجَاهِلُ عِنْدَ الْكَلْبِ اللَّهُمَّ أَخْزِهِ، وَ عِنْدَ الْخِنْزِيرِ اللَّهُمَّ أَخْزِهِ.

يَا أَباذر؛ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً قِيَاماً مِنْ خِيفَةِ اللَّهِ، مَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ، فَيَقُولُونَ جَمِيعاً: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ بِحَمْدِكَ مَا عَبَدْنَاكَ كَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُعْبَدَ.

يَا أَباذر؛ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيّاً لَاسْتَقَلَّ عَمَلَهُ مِنْ شِدَّةِ مَا يَرَى يَوْمَئِذٍ، وَ لَوْ أَنَّ دَلْواً مِنْ غِسْلِينٍ صُبَّ فِي مَطْلَعِ الشَّمْسِ لَغَلَتْ مِنْهُ جَمَاجِمُ مَنْ فِي مَغْرِبِهَا، وَ لَوْ زَفَرَتْ جَهَنَّمُ زَفْرَةً لَمْ يَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا خَرَّ جَاثِياً عَلَى رُكْبَتَيْهِ، يَقُولُ: رَبِّ ارْحَمْ نَفْسِي حَتَّى يَنْسَى إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ، وَ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَا خَلِيلُكَ إِبْرَاهِيمُ فَلَا تَنْسَنِي.

يَا أَباذر؛ لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَطْلَعَتْ مِنْ سَمَاءِ الدُّنْيَا فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ، لَأَضَاءَتِ الْأَرْضُ

أَفْضَلَ مِمَّا يُضِيئُهَا الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَ لَوَجَدَ رِيحَ نَشْرِهَا جَمِيعُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ لَوْ أَنَّ ثَوْباً مِنْ ثِيَابِ

أَهْلِ الْجَنَّةِ نُشِرَ الْيَوْمَ فِي الدُّنْيَا، لَصَعِقَ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ مَا حَمَلَتْهُ أَبْصَارُهُمْ‏.

متعلق ب ادعــيــة واذكـــــار