وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري - الجزء الأول - المقطع الخامس

اسم النشيد:: وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري - الجزء الأول - المقطع الخامس

اسم المنشد : القارئ احمد ابل

اسم التصنيف:

عدد الزوار : 204

تاريخ الاضافة: 2025-05-16 21:31:11

مشاركة الملف التعريفي:



وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري - الجزء الأول - المقطع الخامس

وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري - الجزء الأول - المقطع الخامس

يَا أَباذر؛ اخْفِضْ صَوْتَكَ عِنْدَ الْجَنَائِزِ وَ عِنْدَ الْقِتَالِ وَ عِنْدَ الْقُرْآنِ.

يَا أَباذر؛ إِذَا تَبِعْتَ جَنَازَةً فَلْيَكُنْ عَقْلُكَ فِيهَا مَشْغُولًا بِالتَّفَكُّرِ وَ الْخُشُوعِ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَاحِقٌ بِهِ.

يَا أَباذر؛ اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْ‏ءٍ إِذَا فَسَدَ فَالْمِلْحُ دَوَاؤُهُ، فَإِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ فَلَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ، وَ اعْلَمْ أَنَّ فِيكُمْ خُلُقَيْنِ؛ الضَّحِكَ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ وَ الْكَسَلَ مِنْ غَيْرِ سَهْوٍ.

يَا أَباذر؛ رَكْعَتَانِ مُقْتَصَدَتَانِ فِي التَّفَكُّرِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ وَ الْقَلْبُ سَاهٍ.

يَا أَباذر؛ الْحَقُّ ثَقِيلٌ مُرٌّ، وَ الْبَاطِلُ خَفِيفٌ حُلْوٌ، وَ رُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ تُوجِبُ حُزْناً طَوِيلًا.

يَا أَباذر؛ لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى يَرَى النَّاسَ فِي جَنْبِ اللَّهِ أَمْثَالَ الْأَبَاعِرِ، ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى نَفْسِهِ فَيَكُونَ هُوَ أَحْقَرَ حَاقِرٍ لَهَا.

يَا أَباذر؛ لَا تُصِيبُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى تَرَى النَّاسَ كُلَّهُمْ حَمْقَى فِي دِينِهِمْ وَ عُقَلَاءَ فِي دُنْيَاهُمْ.

يَا أَباذر؛ حَاسِبْ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ، فَهُوَ أَهْوَنُ لِحِسَابِكَ غَداً، وَ زِنْ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُوزَنَ، وَ تَجَهَّزْ لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ يَوْمَ تُعْرَضُ لَا تَخْفَى مِنْكَ عَلَى اللَّهِ خَافِيَةٌ.

يَا أَباذر؛ اسْتَحِ مِنَ اللَّهِ، فَإِنِّي وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَزَالُ حِينَ أَذْهَبُ إِلَى الْغَائِطِ مُقَنِّعاً بِثَوْبِي، أَسْتَحِي مِنَ الْمَلَكَيْنِ الَّذَيْنِ مَعِي.

يَا أَباذر؛ أَ تُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ فِدَاكَ أَبِي؛ قَالَ: فَاقْصِرْ مِنَ الْأَمَلِ، وَ اجْعَلِ الْمَوْتَ نُصْبَ عَيْنَيْكَ، وَ اسْتَحِ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ؛ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّنَا نَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ؛ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ الْحَيَاءَ، وَ لَكِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ اللَّهِ أَنْ لَا تَنْسَى الْمَقَابِرَ وَ الْبِلَى، وَ تَحْفَظَ الْجَوْفَ وَ مَا وَعَى، وَ الرَّأْسَ وَ مَا حَوَى، وَ مَنْ أَرَادَ كَرَامَةَ الْآخِرَةِ فَلْيَدَعْ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ أَصَبْتَ وَلَايَةَ اللَّهِ.

يَا أَباذر؛ يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْبِرِّ مَا يَكْفِي الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ.

يَا أَباذر؛ مَثَلُ الَّذِي يَدْعُو بِغَيْرِ عَمَلٍ كَمَثَلِ الَّذِي يَرْمِي بِغَيْرِ وَتَرٍ.

يَا أَباذر؛ إِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بِصَلَاحِ الْعَبْدِ وُلْدَهُ وَ وُلْدَ وُلْدِهِ، وَ يَحْفَظُهُ فِي دُوَيْرَتِهِ وَ الدُّورِ حَوْلَهُ مَا دَامَ فِيهِمْ.

يَا أَباذر؛ إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبَاهِي الْمَلَائِكَةَ بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ، رَجُلٍ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ، فَيُؤَذِّنُ ثُمَّ يُقِيمُ ثُمَّ يُصَلِّي، فَيَقُولُ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، يُصَلِّي وَ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فَيَنْزِلُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ وَرَاءَهُ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى الْغَدِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَ رَجُلٍ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَحْدَهُ فَسَجَدَ وَ نَامَ وَ هُوَ سَاجِدٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رُوحُهُ عِنْدِي وَ جَسَدُهُ سَاجِدٌ، وَ رَجُلٍ فِي زَحْفٍ فَرَّ أَصْحَابُهُ وَ ثَبَتَ هُوَ يُقَاتِلُ حَتَّى يُقْتَلَ.

يَا أَباذر؛ مَا مِنْ رَجُلٍ يَجْعَلُ جَبْهَتَهُ فِي بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ، إِلَّا شَهِدَتْ لَهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ مَا مِنْ مَنْزِلٍ يَنْزِلُهُ قَوْمٌ، إِلَّا وَ أَصْبَحَ ذَلِكَ الْمَنْزِلُ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ أَوْ يَلْعَنُهُمْ.

يَا أَباذر؛ مَا مِنْ صَبَاحٍ وَ لَا رَوَاحٍ إِلَّا وَ بِقَاعُ الْأَرْضِ يُنَادِي بَعْضُهَا بَعْضاً: يَا جَارَةُ! هَلْ مَرَّ بِكِ مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى؟ أَوْ عَبْدٌ وَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَيْكِ سَاجِداً لِلَّهِ؟ فَمِنْ قَائِلَةٍ لَا وَ مِنْ قَائِلَةٍ نَعَمْ، فَإِذَا قَالَتْ نَعَمْ اهْتَزَّتْ وَ انْشَرَحَتْ وَ تَرَى أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى جَارَتِهَا.

يَا أَباذر؛ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمَّا خَلَقَ الْأَرْضَ وَ خَلَقَ مَا فِيهَا مِنَ الشَّجَرِ، لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ شَجَرَةٌ يَأْتِيهَا بَنُو آدَمَ إِلَّا أَصَابُوا مِنْهَا مَنْفَعَةً، فَلَمْ تَزَلِ الْأَرْضُ وَ الشَّجَرُ كَذَلِكَ حَتَّى تُكَلِّمَ فَجَرَةُ بَنِي آدَمَ بِالْكَلِمَةِ الْعَظِيمَةِ قَوْلَهُمْ‏: «اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً»،[1] فَلَمَّا قَالُوهَا اقْشَعَرَّتِ الْأَرْضُ وَ ذَهَبَتْ مَنْفَعَةُ الْأَشْجَارِ.

يَا أَباذر؛ إِنَّ الْأَرْضَ لَتَبْكِي عَلَى الْمُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً.

يَا أَباذر؛ إِذَا كَانَ الْعَبْدُ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ فَتَوَضَّأَ أَوْ تَيَمَّمَ ثُمَّ أَذَّنَ وَ أَقَامَ وَ صَلَّى، أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَلَائِكَةَ: فَصَفُّوا خَلْفَهُ صَفّاً لَا يُرَى طَرَفَاهُ، يَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ، وَ يَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، وَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ.

يَا أَباذر؛ مَنْ أَقَامَ وَ لَمْ يُؤَذِّنْ، لَمْ يُصَلِّ مَعَهُ إِلَّا مَلَكَاهُ اللَّذَانِ مَعَهُ.

يَا أَباذر؛ مَا مِنْ شَابٍّ تَرَكَ الدُّنْيَا وَ أَفْنَى شَبَابَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ صِدِّيقاً.

 



 

متعلق ب ادعــيــة واذكـــــار