وصية امير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد رضي الله عنه - الجزء الأول
اسم النشيد:: وصية امير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد رضي الله عنه - الجزء الأول
اسم المنشد : القارئ حسين الشريف
اسم التصنيف:
عدد الزوار : 159
تاريخ الاضافة: 2025-05-21 22:22:29
مشاركة الملف التعريفي:

وصية أمير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد
يَا
كُمَيْلُ؛ إِنَّ أَحَبَّ مَا تَمْتَثِلُهُ الْعِبَادُ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ
الإقْرَارِ بِهِ وَبِأَوْلِيَائِه، التَّعَفُّفُ وَالتَّحَمُّلُ وَالاِصْطِبَارُ.
يَا
كُمَيْلُ؛ لاَ تُرِ النَّاسَ إِقْتَارَكَ وَاصْبِرْ عَلَيْهِ احْتِسَابا بِعِزٍّ
وَتَسَتُّرٍ.
يَا
كُمَيْلُ؛ لاَ بَأْسَ أَنْ تُعْلِمَ أَخَاكَ سِرَّكَ، وَمَنْ أَخُوكَ؟ أَخُوكَ
الَّذِي لاَ يَخْذُلُكَ عِنْدَ الشَّدِيدَةِ، وَلاَ يَقْعُدُ عَنْكَ عِنْدَ
الْجَرِيرَةِ، وَلاَ يَدَعُكَ حَتَّى تَسْأَلَهُ، وَلاَ يَذَرُكَ وَأَمْرَكَ
حَتَّى تُعْلِمَهُ، فَإِنْ كَانَ مُمِيلاً فَأَصْلِحْهُ.
يَا
كُمَيْلُ؛ الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، لِأَنَّهُ يَتَأَمَّلُهُ فَيَسُدُّ
فَاقَتَهُ وَيُجْمِلُ حَالَتَهُ.
يَا
كُمَيْلُ؛ «الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»[1] وَلاَ
شَيْءَ آثَرُ عِنْدَ كُلِّ أَخٍ مِنْ أَخِيهِ.
يَا كُمَيْلُ؛ إِنْ لَمْ تُحِبَّ أَخَاكَ فَلَسْتَ أَخَاهُ،
إِنَّ الْمُؤْمِنَ مَنْ قَالَ بِقَوْلِنَا، فَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ قَصَّرَ
عَنَّا، وَمَنْ قَصَّرَ عَنَّا لَمْ يَلْحَقْ بِنَا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَنَا
فَ«فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ»[2].
يَا
كُمَيْلُ؛ كُلُّ مَصْدُورٍ يَنْفِثُ، فَمَنْ نَفَثَ إِلَيْكَ مِنَّا بِأَمْرٍ
أَمَرَكَ بِسَتْرِهِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُبْدِيَهُ، وَلَيْسَ لَكَ مِنْ إِبْدَائِهِ
تَوْبَةٌ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ تَوْبَةٌ فَالْمَصِيرُ إِلَى لَظَى.
يَا
كُمَيْلُ؛ إِذَاعَةُ سِرِّ آلِ مُحَمَّدٍa لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا
وَلاَ يُحْتَمَلُ أَحَدٌ عَلَيْهَا وَمَا قَالُوهُ، فَلاَ تُعْلِمْ إِلّا مُؤْمِنا
مُوقِنا.
يَا
كُمَيْلُ؛ قُلْ عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ»
تُكْفَهَا، وَقُلْ عِنْدَ كُلِّ نِعْمَةٍ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» تَزْدَدْ مِنْهَا،
وَإِذَا أَبْطَأَتِ الْأَرْزَاقُ عَلَيْكَ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ يُوَسِّعْ
عَلَيْكَ فِيهَا.
يَا
كُمَيْلُ؛ انْجُ بِوَلاَيَتِنَا مِنْ أَنْ يَشْرَكَكَ الشَّيْطَانُ فِي مَالِكَ
وَوُلْدِكَ.
يَا
كُمَيْلُ؛ إِنَّهُ مُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ، فَاحْذَرْ أَنْ تَكُونَ مِنَ
الْمُسْتَوْدَعِينَ، وَإِنَّمَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ مُسْتَقَرّا إِذَا
لَزِمْتَ الْجَادَّةَ الْوَاضِحَةَ الَّتِي لاَ تُخْرِجُكَ إِلَى عِوَجٍ، وَلاَ
تُزِيلُكَ عَنْ مَنْهَجٍ.
يَا
كُمَيْلُ؛ لاَ رُخْصَةَ فِي فَرْضٍ، وَلاَ شِدَّةَ فِي نَافِلَةٍ.
يَا
كُمَيْلُ؛ إِنَّ ذُنُوبَكَ أَكْثَرُ مِنْ حَسَنَاتِكَ، وَغَفْلَتَكَ أَكْثَرُ مِنْ
ذِكْرِكَ، وَنِعَمَ اللَّهِ عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ عَمَلِكَ.
يَا
كُمَيْلُ؛ إِنَّكَ لاَ تَخْلُو مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عِنْدَكَ وَعَافِيَتِهِ
إِيَّاكَ، فَلاَ تَخْلُ مِنْ تَحْمِيدِهِ وَتَمْجِيدِهِ وَتَسْبِيحِهِ
وَتَقْدِيسِهِ وَشُكْرِهِ وَذِكْرِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
يَا
كُمَيْلُ؛ لاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ: «نَسُوا اللَّهَ
فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ»[3]
وَنَسَبَهُمْ إِلَى الْفِسْقِ فَهُمْ فَاسِقُونَ.
يَا
كُمَيْلُ؛ لَيْسَ الشَّأْنَ أَنْ تُصَلِّيَ وَتَصُومَ وَتَتَصَدَّقَ، الشَّأْنُ
أَنْ تَكُونَ الصَّلاَةُ بِقَلْبٍ نَقِيٍّ وَعَمَلٍ عِنْدَ اللَّهِ مَرْضِيٍّ،
وَخُشُوعٍ سَوِيٍّ، وَانْظُرْ فِيمَا تُصَلِّي وَعَلَى مَا تُصَلِّي، إِنْ لَمْ
يَكُنْ مِنْ وَجْهِهِ وَحِلِّهِ فَلاَ قَبُولَ.
يَا
كُمَيْلُ؛ اللِّسَانُ يَنْزَحُ مِنَ الْقَلْبِ، وَالْقَلْبُ يَقُومُ بِالْغِذَاءِ،
فَانْظُرْ فِيمَا تُغَذِّي قَلْبَكَ وَجِسْمَكَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ
حَلاَلاً لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ تَسْبِيحَكَ وَلاَ شُكْرَكَ.
يَا
كُمَيْلُ؛ افْهَمْ وَاعْلَمْ أَنَّا لاَ نُرَخِّصُ فِي تَرْكِ أَدَاءِ
الْأَمَانَةِ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ، فَمَنْ رَوَى عَنِّي فِي ذَلِكَ رُخْصَةً
فَقَدْ أَبْطَلَ وَأَثِمَ، وَجَزَاؤُهُ النَّارُ بِمَا كَذَبَ، أُقْسِمُ
لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِa يَقُولُ لِي قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَاعَةٍ
مِرَارا ثَلاَثا: يَا أَبَا الْحَسَنِ؛ أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى الْبَرِّ
وَالْفَاجِرِ فِيمَا جَلَّ وَقَلَّ، حَتَّى الْخَيْطِ وَالْمِخْيَطِ.
يَا
كُمَيْلُ؛ لاَ غَزْوَ إِلّا مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ، وَلاَ نَفَلَ إِلّا مِنْ
إِمَامٍ فَاضِلٍ.
يَا
كُمَيْلُ؛ لَوْ لَمْ يَظْهَرْ نَبِيٌّ، وَكَانَ فِي الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ تَقِيُّ،
لَكَانَ فِي دُعَائِهِ إِلَى اللَّهِ مُخْطِئا أَوْ مُصِيبا، بَلْ وَاللَّهِ
مُخْطِئا حَتَّى يَنْصِبَهُ اللَّهُ لِذَلِكَ وَيُؤَهِّلَهُ لَهُ.
يَا
كُمَيْلُ؛ الدِّينُ لِلَّهِ، فَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ الْقِيَامَ بِهِ
إِلّا رَسُولاً أَوْ نَبِيّا أَوْ وَصِيّا.
يَا
كُمَيْلُ؛ هِيَ نُبُوَّةٌ وَرِسَالَةٌ وَإِمَامَةٌ، وَلَيْسَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلّا
مُوَالِينَ مُتَّبِعِينَ أَوْ عَامِهِينَ مُبْتَدِعِينَ «إِنَّما يَتَقَبَّلُ
اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ»[4].
يَا
كُمَيْلُ؛ إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ، حَلِيمٌ، عَظِيمٌ، رَحِيمٌ، دَلَّنَا عَلَى
أَخْلاَقِهِ، وَأَمَرَنَا بِالْأَخْذِ بِهَا، وَحَمَلَ النَّاسَ عَلَيْهَا، فَقَدْ
أَدَّيْنَاهَا غَيْرَ مُتَخَلِّفِينَ، وَأَرْسَلْنَاهَا غَيْرَ مُنَافِقِينَ،
وَصَدَّقْنَاهَا غَيْرَ مُكَذِّبِينَ، وَقَبِلْنَاهَا غَيْرَ مُرْتَابِينَ.
يَا
كُمَيْلُ؛ لَسْتُ وَاللَّهِ مُتَمَلِّقا حَتَّى أُطَاعَ، وَلاَ مُمَنِّيا حَتَّى
لاَ أُعْصَى، وَلاَ مَائِلاً لِطَعَامِ الْأَعْرَابِ حَتَّى أُنْحَلَ إِمْرَةَ
الْمُؤْمِنِينَ وَأُدْعَى بِهَا.
يَا
كُمَيْلُ؛ إِنَّمَا حَظِيَ مَنْ حَظِيَ بِدُنْيَا زَائِلَةٍ مُدْبِرَةٍ، وَنَحْظَى
بِآخِرَةٍ بَاقِيَةٍ ثَابِتَةٍ.
يَا
كُمَيْلُ؛ إِنَّ كُلّا يَصِيرُ إِلَى الآخِرَةِ، وَالَّذِي نَرْغَبُ فِيهِ مِنْهَا
رِضَا اللَّهِ وَالدَّرَجَاتُ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ الَّتِي يُورِثُهَا «مَنْ
كانَ تَقِيّا»[5].
يَا
كُمَيْلُ؛ مَنْ لاَ يَسْكُنُ الْجَنَّةَ «فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ»[6] وَخِزْيٍ
مُقِيمٍ.
يَا كُمَيْلُ؛ أَنَا أَحْمَدُ اللَّهَ
عَلَى تَوْفِيقِهِ وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، إِذَا شِئْتَ فَقُم.
متعلق ب ادعــيــة واذكـــــار
نبذة عن الحسينية
عدد زوار الموقع
تحميل التطبيق
وسائل التواصل الاجتماعي
اتصل بنا
أرسل ملاحظاتك إلى البريد الإلكتروني التالي