وصية الامام الصادق عليه السلام لعبدالله بن جندب الجزء الأول
اسم النشيد:: وصية الامام الصادق عليه السلام لعبدالله بن جندب الجزء الأول
اسم المنشد : - القارئ علي الشريف
اسم التصنيف:
عدد الزوار : 67
تاريخ الاضافة: 2025-11-08 22:18:04
مشاركة الملف التعريفي:
. وصيّته عليه السلام لعبداللّه بن جندب
يَا عَبْدَ اللَّهِ؛ لَقَدْ نَصَبَ
إِبْلِيسُ حَبَائِلَهُ فِي دَارِ الْغُرُورِ فَمَا يَقْصِدُ فِيهَا إِلّا
أَوْلِيَاءَنَا، وَلَقَدْ جَلَّتِ الآخِرَةُ فِي أَعْيُنِهِمْ حَتَّى مَا
يُرِيدُونَ بِهَا بَدَلاً.
ثُمَّ قَالَ عليه السلام : آهِ آهِ عَلَى قُلُوبٍ
حُشِيَتْ نُوراً، وَإِنَّمَا كَانَتِ الدُّنْيَا عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ
الشُّجَاعِ الْأَرْقَمِ وَالْعَدُوِّ الْأَعْجَمِ، أَنِسُوا بِاللَّهِ
وَاسْتَوْحَشُوا مِمَّا بِهِ اسْتَأْنَسَ الْمُتْرَفُونَ، أولئِكَ أَوليَائِي
حَقّاً، وَبِهِمْ تُكْشَفُ كُلُّ فِتْنَةٍ وَتُرْفَعُ كُلُّ بَلِيَّةٍ.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ حَقٌّ عَلَى
كُلِّ مُسْلِمٍ يَعْرِفُنَا أَنْ يَعْرِضَ عَمَلَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
عَلَى نَفْسِهِ فَيَكُونَ مُحَاسِبَ نَفْسِهِ؛ فَإِنْ رَأَى حَسَنَةً اسْتَزَادَ
مِنْهَا، وَإِنْ رَأَى سَيِّئَةً اسْتَغْفَرَ مِنْهَا لِئَلّا يَخْزَى يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.
طُوبَى لِعَبْدٍ لَمْ يَغْبِطِ
الْخَاطِئِينَ عَلَى مَا أُوتُوا مِنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا وَزَهْرَتِهَا؛
طُوبَى لِعَبْدٍ طَلَبَ الآخِرَةَ
وَسَعَى لَهَا، طُوبَى لِمَنْ لَمْ تُلْهِهِ الْأَمَانِيُّ الْكَاذِبَةُ؛
ثُمَّ قَالَ عليه السلام : آهِ آهِ عَلَى قُلُوبٍ
حُشِيَتْ نُوراً، رَحِمَ اللَّهُ قَوْما كَانُوا سِرَاجا وَمَنَارا، كَانُوا
دُعَاةً إِلَيْنَا بِأَعْمَالِهِمْ وَمَجْهُودِ طَاقَتِهِمْ، لَيْسُوا كَمَنْ
يُذِيعُ أَسْرَارَنَا.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ وَيُشْفِقُونَ أَنْ يُسْلَبُوا مَا
أُعْطُوا مِنَ الْهُدَى، فَإِذَا ذَكَرُوا اللَّهَ وَنَعْمَاءَهُ وَجِلُوا
وَأَشْفَقُوا، وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيمانا مِمَّا أَظْهَرَهُ
مِنْ نَفَاذِ قُدْرَتِهِ وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ قَدِيماً عَمِرَ
الْجَهْلُ وَقَوِيَ أَسَاسُهُ، وَذَلِكَ لاِتِّخَاذِهِمْ دِينَ اللَّهِ لَعِباً
حَتَّى لَقَدْ كَانَ الْمُتَقَرِّبُ مِنْهُمْ إِلَى اللَّهِ بِعَمَلِهِ يُرِيدُ
سِوَاهُ، أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ لَوْ أَنَّ
شِيعَتَنَا اسْتَقَامُوا لَصَافَحَتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَلَأَظَلَّهُمُ
الْغَمَامُ، وَلَأَشْرَقُوا نَهَاراً، وَلَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ
أَرْجُلِهِمْ، وَلَمَا سَأَلُوا اللَّهَ شَيْئاً إِلّا أَعْطَاهُمْ.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ لاَ تَقُلْ فِي
الْمُذْنِبِينَ مِنْ أَهْلِ دَعْوَتِكُمْ إِلّا خَيْرا، وَاسْتَكِينُوا إِلَى
اللَّهِ فِي تَوْفِيقِهِمْ، وَسَلُوا التَّوْبَةَ لَهُمْ؛ فَكُلُّ مَنْ قَصَدَنَا
وَتَوَلّانَا وَلَمْ يُوَالِ عَدُوَّنَا، وَقَالَ مَا يَعْلَمُ وَسَكَتَ عَمَّا
لاَ يَعْلَمُ، أَوْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ يَهْلِكُ
الْمُتَّكِلُ عَلَى عَمَلِهِ، وَلاَ يَنْجُو الْمُجْتَرِئُ عَلَى الذُّنُوبِ
الْوَاثِقُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ. قُلْتُ: فَمَنْ يَنْجُو؟ قَالَ عليه السلام : الَّذِينَ هُمْ بَيْنَ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ كَأَنَّ
قُلُوبَهُمْ فِي مِخْلَبِ طَائِرٍ، شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَخَوْفاً مِنَ
الْعَذَابِ.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ مَنْ سَرَّهُ
أَنْ يُزَوِّجَهُ اللَّهُ الْحُورَ الْعِينَ وَيُتَوِّجَهُ بِالنُّورِ
فَلْيُدْخِلْ عَلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ السُّرُورَ.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ أَقِلَّ
النَّوْمَ بِاللَّيْلِ وَالْكَلاَمَ بِالنَّهَارِ، فَمَا فِي الْجَسَدِ شَيْءٌ
أَقَلُّ شُكْراً مِنَ الْعَيْنِ وَاللِّسَانِ؛ فَإِنَّ أُمَّ سُلَيْمَانَ قَالَتْ
لِسُلَيْمَانَ عليه السلام : يَا بُنَيَّ؛ إِيَّاكَ وَالنَّوْمَ فَإِنَّهُ يُفْقِرُكَ يَوْمَ
يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ إِنَّ
لِلشَّيْطَانِ مَصَائِدَ يَصْطَادُ بِهَا فَتَحَامَوْا شِبَاكَهُ وَمَصَائِدَهُ،
قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؛ وَمَا هِيَ؟ قَالَعليه السلام : أَمَّا مَصَائِدُهُ
فَصَدٌّ عَنْ بِرِّ الإخْوَانِ، وَأَمَّا شِبَاكُهُ فَنَوْمٌ عَنْ قَضَاءِ
الصَّلَوَاتِ الَّتِي فَرَضَهَا اللَّهُ، أَمَا إِنَّهُ مَا يُعْبَدُ اللَّهُ
بِمِثْلِ نَقْلِ الْأَقْدَامِ إِلَى بِرِّ الإخْوَانِ وَزِيَارَتِهِمْ، وَيْلٌ
لِلسَّاهِينَ عَنِ الصَّلَوَاتِ، النَّائِمِينَ فِي الْخَلَوَاتِ،
الْمُسْتَهْزِءِينَ بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ فِي الْفَتَرَاتِ، «أُولَئِكَ الَّذِينَ
لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ، وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ
إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ»
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ مَنْ أَصْبَحَ مَهْمُوماً لِسِوَى فَكَاكِ
رَقَبَتِهِ فَقَدْ هَوَّنَ عَلَيْهِ الْجَلِيلَ وَرَغِبَ مِنْ رَبِّهِ فِي
الْوَتْحِ الْحَقِيرِ، وَمَنْ غَشَّ أَخَاهُ وَحَقَّرَهُ وَنَاوَاهُ جَعَلَ
اللَّهُ النَّارَ مَأْوَاهُ، وَمَنْ حَسَدَ مُؤْمِناً انْمَاثَ الإيمَانُ فِي
قَلْبِهِ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ.
يَا ابْنَ جُنْدَبٍ؛ الْمَاشِي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَالسَّاعِي
بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَقَاضِي حَاجَتِهِ كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ يَوْمَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، وَمَا عَذَّبَ اللَّهُ أُمَّةً إِلّا
عِنْدَ اسْتَهَانَتِهِمْ بِحُقُوقِ فُقَرَاءِ إِخْوَانِهِمْ.
متعلق ب ادعــيــة واذكـــــار
نبذة عن الحسينية
عدد زوار الموقع
تحميل التطبيق
الأكثر مشاهدة
🎵 دعاء كميل - الحاج نجم البلوشي (9,063 👁️)
🎵 سورة آل عمران (8,524 👁️)
🎵 زيارة الامام محمد الجواد عليه السلام (7,521 👁️)
🎵 زيارة الامام الباقر عليه السلام (7,511 👁️)
🎵 مولد الامام محمد الجواد عليه السلام (7,051 👁️)
🎵 ٤ - سورة النساء (6,876 👁️)
📹 دعاء يوم الاثنين - الرادود عباس الفضلي (6,358 👁️)
🎵 سورة البقرة (6,070 👁️)
📚 القرآن الكريم وفضائل أهل البيت عليهم الس... (5,982 👁️)
📹 ما هي الذنوب التي تحبس الدعاء - دعاء كمي... (5,671 👁️)
وسائل التواصل الاجتماعي
اتصل بنا
أرسل ملاحظاتك إلى البريد الإلكتروني التالي

