من محاضرات حسينية النور - تفسير نهج البلاغة - سماحة آية الله الشيخ عبدالكريم العقيلي حفظه الله:

بقلم : الحاج علي بوصخر

   قال مولانا أمير المؤمنين ومولى المتقين وإمام المسلمين علي ابن أبي طالب عليه السلام: أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصف الله سبحانه وتعالى فقد قرنه ومن قرنه  فقد ثناه ومن ثناه فقد جزءه ومن جزءه فقد جهله ومن جهله  فقد أشار إليه ومن أشار إليه فقد حده ومن حده فقد عدة ومن قال فيما فقد ضمنه ومن قال على ما فقد اخلا منه.

   في هذه الكلمات وضع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الأسس والقواعد للتوحيد ليجعل قلوب المؤمنين مبنية على القواعد الثابتة ليكونوا موحدين عارفين بالله تعالى ولا يحشرون مع من قال الله تعالى عنهم ” سبحانه وتعالى عما يصفون“ سبحانه وتعالى عما يشركون.

   أساس الانطلاق والقاعدة الأولى هي أن أول الدين معرفة الله. وهو الأصل والأساس، ومن دون معرفة الله لا تستطيع حتى القيام بالفروع بالشكل اللازم لأن القيان بالأصول من الصلاة والصيام والزكاة والحج من غير المعرفة تكون النتيجة عبادة ظاهرية ناقصة لذلك لا تفرض على الإنسان الفروض من دون القاعدة ومن دون ثوابت.

   لأن إذا عرف من عبده يشعر العبد بخلاءه، والمعرفة لا تكتمل إلا بالتصديق بالله سبحانه وتعالى، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام“ وكمال لمعرفته التصديق به أي معرفة الله لا تكون بالتصور ولكن تكون بالعلم الاعتقادي يعني الاعتقاد الجازم.

    ويضيف أمير المؤمنين عليه السلام ” وكمال التصديق توحيده“ أي معرفة الله والاعتقاد الجازم لا تكتمل دون التصديق والتوحيد وهو الاعتقاد الجزمي لأنه لا إله إلا هو لا يوصف ولا ينعت ولا يقال جلس وتربع على العرش ولا يقال أنه تعالى يرى فذلك من سخافات الجهلاء.

   أن الصفات كلها من القيام والجلوس والنزول منفية عن الله تعالى بشهادة أن كل صفة إنها غير الموصوف.

   ثبتنا الله وإياكم على ولاية أهل البيت عليهم السلام وصلى الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين أجمعين.