علم أهل الببيت عليهم السلام

اسم النشيد:: علم أهل الببيت عليهم السلام

اسم المنشد : الشيخ عبدالكريم العقيلي

اسم التصنيف: الدروس الكتابية >> الدروس العامة >> الدروس العامة

عدد الزوار : 401

تاريخ الاضافة: 2022-02-23 00:00:03

مشاركة الملف التعريفي:

علم أهل الببيت عليهم السلام

في بيان أنّهم صلوات الله عليهم يعلمون ما كان وما يكون ولا تخفى عنهم غائبة لا في سماوات ولا في أرضين ، بل كلّ شيء حاضر لهم كحضور النفس لذاتها وذاتيّاتها ، فعلمهم صلوات الله عليهم بالأشياء علم إحاطة لا علم حصول

تقريب الإستدلال:

لا ريب أن القرآن الكريم فيهتبيان كلّ شيء من الذرة وأصغر إلى المجرّة وأكبر.. وهو محيطٌ إحاطة تامّة شاملةلكلّ دقائق وتفاصيل الحياة وما يتعلّق بها.. وهذه ثابتة قرآنية لا غبار ولا غموضفيها...

 قال تعالى في كتابه المجيد: {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَاب مُبِين}.

وقال تعالى: {وَلاَ رَطْب وَلاَ يَابِس إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين}

وقال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُـجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا}.

وقال تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَة فِي السَّماءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَاب مُّبِين}.

وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي  الْكِتَابِ مِن شَيْء}.

إذن بعد أن أوضح لنا الله تعالى أنّ علم ما كان ومايكون، وما من صغيرة ولا كبيرة، ولا من غائبة في سماوات أو في أرضين ، بل انّ كلّشيء موجود في الكتاب، وللكتاب الإحاطة التامّة بكلّ شيء. أخبرنا تعالى بأنّ كلّ هذاوغيره أورثه للذين اصطفى من عباده . فمن هم المصطفون الذين يعنيهم الله تعالى فيكتابه المجيد؟
 نقل الشّيخ الصدوق «رحمه الله» في عيون أخبار الرضا «عليه السلام» عن الريّان بن الصلت، قالحضر الرضا«عليه السلام» مجلس المأمونبمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمونأخبروني عن معنى هذه الآية:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَالَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}؟
فقالت العلماء: أراد الله عزّوجل بذلك الاُمّة كلّها
.
فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟
فقالالرضا«عليه السلام»: لا أقول كما قالوا، ولكنّي أقول : أرادالله عزّ وجلّ بذلك العترة الطاهرة...
فقال المأمون: من العترةالطاهرة؟

فقال الرضا«عليه السلام»:الّذين وصفهم الله فيكتابه فقال عزّ وجلّ:
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُلِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} وهمالّذين قال رسول الله«صلى الله عليه وآله» فيهم: «إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتابالله وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهّما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيفتخلفوني فيهما، أيّها الناس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».
قالتالعلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة، أهم الآل أم غير الآل؟

فقال الرضا«عليهالسلام»: هم الآل...
قالوا: ومن أين يا أباالحسن؟

فقال: 
من قول الله عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَانُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَفَمِنْهُم مُهْتَد وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}. فصارت وراثة النبوّة والكتابللمهتدين دون الفاسقين، أما علمتم أنّ نوحاً حين سأل ربّه عزّ وجلّ : {وَنَادَىنُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّوَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} وذلك أنّ الله عزّ وجلّ وعده أن ينجيه وأهله، فقالربّه عزّ وجلّ: {قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌغَيْرُ صَالِح فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنتَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.
فقال المأمون: 
هل فضّل الله العترة على سائر الناس؟
فقال أبو الحسن: 
إنّالله عزّ وجلّ أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه.
فقال لهالمأمون: وأين ذلك من كتاب الله؟

فقال له الإمام الرضا«عليه السلام»: 
في قول الله عزّ وجلّ: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَإِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضوَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
وقال عزّ وجل في موضع آخر: {أَمْ يَحْسُدُونَالنَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبرَاهِيمَالْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُلْكاً عَظِيماً}
ثمّ ردّ المخاطبة فيأثر هذه إلى سائر المؤمنين، فقال :
{
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوااللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} يعني، الّذي قرنهمبالكتاب والحكمة، وحسدوا عليهما... الخبر.

فهذهالثوابت القرآنيّة التّي نصّ عليها القرآن الكريم صريحاً: ما من صغيرة ولا كبيرة،وما يعمّر من معمّر ولا ينقص من عمره إلاّ في كتاب، ما أصاب من مصيبة ولا في أنفسكمإلاّ في كتاب، هذه ثوابت قرآنية. وإذا كان هذا الكتاب أورثه الله تعالى للأئمةالأطهار (صلوات الله عليهم) وهذه ثابتة قرآنيّة أيضاً، إذن، عندهم (صلوات اللهعليهم) كلّ شيء ممّا كان أو يكون أو هو كائن، وكلّ شيء منطو في مكنون ذواتهم صلواتالله عليهم، والحقيقة إن هذه الأسرار القرآنية في حقائق وأنوار محمَّد وآل محمَّدتحتاج في فهمها والإيمان والتسليم بها إلى قلبٍ منشرح بالإيمان، حتى يُفهم المرادالحقيقي منها، ويستخرج العلوم والمعارف الّتي تكتنفها. أمّا الذي يجد في نفسهحرجاً، أو عدم تفاعل مع هذه الأنوار القدسيّة، فعليه مراجعة نفسه، وتصفيتها منالأكدار والعوالق الّتي عُلقت بها، نتيجة ابتعاده عن العلوم الحقّة، واتّباع هذاوذاك ممّن عشعش المرض في قلوبهم وأورثهم الحسد والبغض لكلّ ما هو خير، وأخذ يُشكّكفي حقائق ومقامات محمّد وآل محمد (صلوات الله عليهم  أجمعين) بحجّة أنّ هذا الكلامغير مسند أو ضعيف، وحجج اُخرى واهية. فنقول له: بأنّ هذا الكلام النوراني يحتاج إلىمحلّ مصفّى من الأكدار حتّى تفيض عليه المواهبالرحمانيّة.
                                  والحمد لله ربّ العالمين

متعلق ب الدروس الكتابية

تفسير نهج البلاغه - التوحيد

الدروس العامة
2 years ago

رد الشبهات في التوحيد

الدروس العامة
2 years ago

سنريهم آياتنا في الافاق

الدروس العامة
2 years ago

شهر ذو القعدة

الدروس العامة
2 years ago

شهر ذي الحجة

الدروس العامة
2 years ago

شهر ربيع الاول

الدروس العامة
2 years ago