وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ
اسم النشيد:: وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ
اسم المنشد : الشيخ عبدالكريم العقيلي
اسم التصنيف: الدروس الكتابية >> الدروس العامة >> الدروس العامة
عدد الزوار : 715
تاريخ الاضافة: 2022-02-23 00:07:17
مشاركة الملف التعريفي:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى " وجعلنا من الماء كل شيء حي
إنّ حقيقة هذا الوجود الامكاني حقيقة واحدة، وهي حقيقة الميامين (صلوات الله عليهم) وما ظهر من هذا الوجود هو صور تلك الحقيقة، كل واحدة بحسب استعدادها وقابليتها
بيان ذلك: من البراهين المذكورة على ألسنة الحكماء (قاعدة الواحد لا يصدر منه إلا الواحد) وبما أنّ الوجود أمر وحداني فانّه صادر من الواحد، وحاشا لله تعالى أن يباشر الأشياء وانما جعل لها أسبابا بواسطتها يخلق الممكنات، مثلا انّه تعالى خلق آدم من تراب، وخلق الانسان من نطفة، فالتراب والنطفة وغيرها أسباب لنشأة الانسان وخلقه، وحينئذ لابدّ من القول بأنّ هذا الوجود صادر من حقيقة واحدة، هي السبب في تحققه، وهذه الحقيقة في واقع الأمر مسمّاة على ألسنة العلماء والأولياء والعرفاء بالحقيقة المحمّدية، وبتعبير الروايات المعتبرة بالنور الأوّل أو العقل الأول.
نقل القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: 1/45 عن رسول الله (صلوات الله عليه وآله) قال: أوّل ما خلق الله روحي، وأوّل ما خلق الله نوري، وأوّل ما خلق الله العقل، وأوّل ما خلق الله القلم، واول ما خلق الله نور نبيك يا جابر.
ثمّ قال (الكلام للقندوزي): المراد منها الحقيقة المحمدية التي كانت مشهورة بين الكملين، وهي روح نبينا (صلى الله عليه وآله وسلّم).
ولتوضيح المطلب نذكر مثالين:
المثال الأوّل: الماء الذي منه الحياة وبه استمرارها، تراه في الأشياء الظاهرة، ففي الخضار يتجلّى به، والفاكهة يتلون به، وهكذا في سائر الأشياء الصورية المخلوقة، فهو مندكّ فيها غير منفصل عنها وإلا لذابت ونسخت ومن ثمّ انفنت. هذا أمر وجداني، فإذا كان الماء الصوري الظاهري له هذه الخاصّية والأثر فكيف بالحقيقة التي خلقت الأشياء لأجلها بما فيها هذا الماء؟! وهي حقيقة النور المحمدي العلوي، محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم). أفلا تكون هي الباعث لهذا الخلق الصوري، والعلّة لايجاده، بل واستمراره؟!.
المثال الثاني: نور الشمس، فإنّه إذا أشرق على زجاجة بيضاء يظهر من ورائها نور أبيض، واذا وقع على زجاجة صفراء يظهر من ورائها نور أصفر وإذا وقع على زجاجة زرقاء خرج أزرق وهكذا، والكلّ نور الشمس إلاّ أنّه يتلوّن في هذه الأشياء وتظهر له آثار مختلفة، فما يقع من صور وألوان ومظاهر انّما هي على أثر أشراقة النور من الشمس، فإن كان هذا النور الحسي له هذه الخواص والآثار في عوالم الخلق، فكيف بمن كانت به الأنوار وحقائق الأبرار المصطفى محمّد وآله الأطهار (صلوات الله عليهم).
والحمد للّه رب العالمين.
متعلق ب الدروس الكتابية
نبذة عن الحسينية
عدد زوار الموقع
وسائل التواصل الاجتماعي
اتصل بنا
أرسل ملاحظاتك إلى البريد الإلكتروني التالي